في عالم يواجه في العملاء يوميًا عشرات من الرسالة التسويقية، نرغب في معرفة جواب سؤال هام: كيف تبرز شركتك وتصل إلى جمهورك المستهدف، قد يبدو الجواب على هذا السؤال بسيطً إلى حد ما، لكنه في الواقع يجعلك تواجه تحديات كبيرة، فالرسالة التسويقية ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي فن يلزمه الفهم الجيد للجمهور، واستخدام العناوين بذكاء، والكتابة بلغة سهلة ومباشرة لتخاطب احتياجات الناس ورغباتهم، و في هذا المقال، سنستعرض لكم الأخطاء الشائعة التي تؤثر في صياغة الرسائل التسويقية وسنوضح لكم ذلك بأمثلة واقعية.
عدم فهم جمهورك المستهدف
كانت هناك شركة تُدعى “TechEase”، تقدم أداة تقنية لتحسين أداء الشركات الصغيرة الناشئة، وعند إطلاقها، اعتمد الفريق على في رسالته التسويقية وقال: “نساعدك في تحقيق الإنتاجية.” وبالررغم من أن الأداة كانت قوية ومبتكرة، إلا أن عدد العملاءالذي استهدفتهم كانوا قليلين إلى حد ما، وقل انتشار الشركة وتوسعها.
حينها أدرك الفريق أن المشكلة كانت في الرسالة التي يكتبونها، فالرسالة العامة لم تكن تخاطب جمهور محدد، بالإضافة إلى أنها كانت غير قادرة على جذب اهتمام شريحة عملاء بعينها، وفي ذلك الوقت قرروا إجراء تحليل شامل لجمهورهم المستهدف، ووجدوا أن الزائرين الأكثر احتمالًا للاستفادة من هذه الأداة هم أصحاب الشركات الصغيرة الذين يديرون فريق يعمل عن بُعد.
وبناءً على ذلك، أعادوا صياغة رسالتهم وقالوا فيها: “اذا تعاني من صعوبة في تنظيم فريقك البعيد فالآن مع شركة TechEase، يمكنك إدارة كل مشاريعك بسهولة وبدون إهدار الوقت!”، وهذا التغيير البسيط أحدث تأثيرًا هائلًا، حيث انه في غضون أسابيع زادت معدلات تسجيل الدخول إلى موقع الشركة الخاص بهم بنسبة 35% لأن الرسالة الجديدة خاطبت احتياجات جمهور بشكل مباشر ومحدد.
تجاهل كتابة العناوين الجذابة
كما نعرف ان العناوين تعتبر من أهم عناصر الرسالة التسويقية،باعتبارها أول ما يلفت انتباه العميل، وفي إحدى الشركات العاملة في مجال الصحة كانت تروّج لمنتج مكمل غذائي يعمل على تحسين صحة العظام، وكانت عنوان حملتهم الإعلانية الأولى: “تعرف على فوائد المكمل الغذائي لدينا.”، وللأسف الحملة لم تحقق أي نجاح يُذكر.
وبعد أن قامت الشركة باستشارة خبير التسويق عندهم اقترح عليهم غيير العنوان ليصبح: “اذا كنت تعاني من آلام العظام جرب المنتج الطبيعي الآن” ونتيجة ذلك زاد معدل النقرات على اعلانهم بنسبة وصلت إلى 50%.
فيجب أن تدرك أن العناوين ليست مجرد كلمات عادية، بل هي دعوة تفتح لك فرصة التحدث مع العميل، فإذا لم يكن العنوان جذابًا بقدر الإمكان، فمن المحتمل أن يتجاهل العميل الرسالة الإعلانية كلها، لذا احرص على استخدام كلمات مشوقة وأبرز القائدة واطرح على العملاء أسئلة تُثير فضولهم، كل هسه الاستراتيجيات تجعل العناوين جذاب بما يكفي.
استخدام اللغة المعقدة أو الرسمية جدًا

في قصة ما حاولت شركة تقنية متخصصة في تقديم حلول للجمهور باستخدام الذكاء الصناعي من اجل تسويق منتجها وكانت تكتب رسالة تسويقية بها مصطلحات غريبة مثل: “نظامنا يعتمد على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتحسين الكفاءة التشغيلية.” مشكلة الرسالة أن معظم الجمهور لم يفهمها.
في ذلك الوقت قرر الفريق استخدام لغة بسيطة وسهلة الفهم، وكتبوا : “وفر وقتك وجهدك مع نظامنا الذكي الذي يساعدك على اتخاذ قرارات أسرع.”
والرسالة الجديدة حققت كانت واضحة ومباشرة لذا حققت نجاح كبير، حيث أز الجمهور يريد حلولًا مبسطة للمشكلات التي يواجهها، ولا يرغب في كتابة عبارات معقدة من الصعب فهمها.
التركيز على مواصفات المنتج بدلاً من الفائدة
من أكثر الأخطاء شيوعًا في الرسائل التسويقية هي إن ترك على مواصفات المنتج بدلًا من الفوائد التي يقدمها دونا عن الشركات المنافسة، فعلى سبيل المثال، إحدى الشركات التي تبيع أجهزة رياضية كانت تقول: “جهازنا يحتوي على شاشة LCD و20 مستوى مقاومة.”
ولكن هذه الرسالة لم تحقق مبيعات ملحوظة لأن العملاء لم يفهموا كيف يمكن لهذه الميزات أن تفيدهم، ولكن بعد مراجعة الرسالة، ادركوا انها خطأ وقاموا تعديلها وكتبوا: “احصل على جسم رياضي جدا مع جهاز يقدم لك تمارين مخصصة ومناسبة.”
والفارق بين الرسالتين كبير: الأولى كانت تركز على المنتج ذاته، بينما الرسالة الثانية كان تركو على الفائدة التي ستعود على العميل اذا قام بشراء المنتج، وكما تعرف ان العملاء لا يشترون المنتجات بسبب مواصفاتها بل بسبب القيمة التي تضيفها لحياتهم.
عدم وجود حافز او دعوة واضحة لاتخاذ الخطوة (CTA)
يجب أن تكون على دراية بأن دعوة العميل لاتخاذ الخطوة (CTA) هي المرحلة النهائية في الرسالة التسويقية الخاصة بك فإذا كانت حملتك لا تتضمن على هذا العنصر فقد تفشل للاسف، ومثال على ذلك قصة حقيقية، كانت هناك شركة تروّج لبرنامج تدريبي وتستخدم عبارة: “شكراً لاهتمامك.” وكانت لا تذكر الخطوة التالية التي يجب على العميل القيام بها.
ولكن بمجرد أن أضافوا CTA واضحة وقالوا في رسالتهم: “سجل الآن لتحصل على خصم 20%.” تضاعفت معدلات الاشتراك في البرنامج الخاص بهم، فال CTA يجب أن يكون محددًا ومباشرًا ويحفز العميل على اتخاذ خطوة فورية، للتسجيل أو ألشراء او حتى طلب معرفة تفاصيل اكثر عن المنتج .
نصائح لتجنب الأخطاء الشائعة في الرسائل التسويقية
- استمع لعملائك: اطلب آراء العملاء الحاليين حول الرسائل التسويقية التي تقدمها لهم، واسألهم عن ما الذي يعجبهم وما الذي يودون تغييره ويجب ان تعرف ان فهمك لانطباعاتهم سوف ييقدم لك استبيانات رؤى واضحة لتحسين صياغة الرسائل فيما بعد،
- اترك مجالًا للمراجعة: تأكد من أن فريقك التسويقي يقوم بمراجعة الرسالة قبل نشرها، فمن المحتمل أن تغفل عن روؤية بعض الأخطاء الطفيفة أو قد يكون لديك نقاط ضعف في الصياغة.
- كّز على القيم العاطفية: العملاء لا يشترون السلع بناءً على المنطق فقط، بل أيضًا يشترونها بناءً على العاطفة، لذلك اجعل رسالتك تلامس مشاعرهم وتخاطب رغباتهم.
- تبسيط الرسالة: لا تحاول أن تقول كل شيء في رسالة واحدة، بل اختر فكرة رئيسية واحدة وركز عليها، وحاول ان تشرحها بطريقة مميزة.
الخاتمة
الرسالة التسويقية هي أكثر من مجرد كلمات جميلة؛ فهي الأداة التي تربطك بجمهورك وتساعدك على تحقيق أهدافك، يجب ان تحرص فيها على فهم جمهورك المستهدف، وتقوم باختيار عنوان جذاب، وتستخدم لغة بسيطة غير معقدة وتركز على الفوائد وليس الصفات والخصائص وقم بكتابة دعوة واضحة لاتخاذ الخطوة، وكما وضحنا لكم أن هنا الكثير من قصص النجاح والفشل التي ذكرناها وتوضح أن التفاصيل الصغيرة، مثل تغيير كلمة أو إعادة صياغة جملة، يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في نتائج حملتك الاعلانية، وتذكر دائمًا أن العميل هو محور كل رسالة تسويقية، فعندما تخاطب احتياجات العميل ورغباته بصدق وذكاء، فإنك تبني الثقة بينك وبين العميل وهذا ما يدفعهم للشراء واتخاذ الإجراء المطلوب، ابدأ الآن بمراجعة رسالتك التسويقية وطبق هذه النصائح التي ذكرناها ربما هذا التغيير البسيط الذي تُجريه اليوم هو ما سيصنع فارقا كبيرا في الغد.